الأخبار الدولية| بين غزو الكويت و غزو أوكرانيا..ماذا تغير في مواقف التحالف العربي؟




مثلما اعتبر ديكتاتور العراق صدام حسين في اغسطس 1990 ان فصل الكويت عن العراق عام 1913 كان عملا تاريخيا مجحفا ومستغلا لضعف العراق آنذاك وجاء وقت تصحيحه بغزو الكويت، بدعوى تآمر قيادتها السياسية مع الغرب ضد العراق، واجتاح صدام الكويت وقام بتنصيب حكومة عميلة ليومين قبل إعلان ضم الكويت للسيادة العراقية..

كذلك، اعتبر ديكتاتور روسيا فلاديمير بوتين في فبراير 2022 ان اقتطاع اوكرانيا من الاتحاد السوفيتي عام 1991 عمل تاريخي مجحف ضد روسيا، وان القيادة السياسية لأوكرانيا تتآمر مع الغرب ضد روسيا، فحشد قواته وادّعى انه يريد حماية الأقاليم المنفصلة بغالبية روسية من باقي اوكرانيا،  ليكمل عدوانه الكامل لاجتياح أوكرانيا وابتلاعها..

في الحالتين، وقفت امريكا والغرب ضد غزو واجتياح دولة مستقلة لضمها بالقوة امام أعين العالم، لكن عكس روسيا، لم يكن لدى العراق فيتو في مجلس الأمن الدولي، ولا سلاحا نوويا ليمنع الغرب من شن حرب شاملة ضده.

فماذا عن مواقف الدول العربية  من اجتياح العراق لدولة الكويت المستقلة مقارنة بدولة أوكرانيا؟

حمدا لله، ان الكويت، التي استوعبت درس الحشود الروسية من البداية، كانت اول دولة عربية تسحب رعاياها من أوكرانيا تحسبا لنوايا الديكتاتور الروسي.. كما كانت واضحة في إدانة الاعتداء العسكري الروسي على  استقلال وسيادة أوكرانيا.

لكن التحالف العربي الذي حارب مع امريكا ضد الدولة الشقيقة العراق لأنها اعتدت على سيادة واستقلال دولة  الكويت، امتنع هذه المرة عن إدانة العدوان الروسي، أو الوقوف بوضوح مع دولة اوكرانيا ولو سياسيا او اقتصاديا..

الإمارات، العضو العربي الوحيد حاليا بمجلس الأمن، امتنعت مثل الصين والهند، عن التصويت بإدانة الغزو الروسي والمطالبة بانسحابه من أوكرانيا.. 

مصر استخدمت لغة دبلوماسية مهذبة تدعو للهدوء والحلول الدبلوماسية ، رغم قيام الغزو والاعتداء بالفعل، ودون تحديد الجاني مِن المجني عليه او إدانة الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة!

كذلك امتنعت السعودية عن إدانة الاجتياح الروسي، بل ورفضت مطلبا امريكيا بضخ مزيد من احتياطيها البترولي لتعويض السوق العالمية عن الآثار السلبية لوقف تدفق البترول الروسي، حتى لاتستخدمه موسكو سلاحا في حربها لمعاقبة اوروبا والعالم!

المفارقة، عربيا أيضا، موقف الأردن: فبينما امتنع وقت غزو العراق للكويت عن إدانة اعتداء صدام على سيادة الكويت ودعا للحلول السلمية، فإنه لم يتأخر هذه المرة بشأن أوكرانيا عن سرعة إدانة الغزو الروسي  والاعتداء على سيادة واستقلال أوكرانيا! (علما بأن الرئيس بايدن استضاف العاهل الاردني الملك عبدالله في البيت الأبيض بينما لم يلتق حتى الآن بزعماء الامارات والسعودية ومصر).

هل من تفسيرات لديكم/لديكن للموقف العربي؟ وهل يعود للفارق بين صدام العراق و بوتين روسيا .. ام بين الكويت و أوكرانيا؟ أم ان امريكا المنتصرة وحدها آنذاك في الحرب الباردة 1990 غير أمريكا المنهكة حاليا امام تنافس صيني وروسي على مشاركة القطبية العالمية؟ أم لأسباب أخرى؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة مهندس مصري نجح فى تحويل الهواء إلى مياه

الأخبار الدولية| كيف أضرت إنتهازية إبراهيم عيسى بقضية العلمانيةوحرية الرأي